في البدء كان السؤال.. السؤال الذي كان يحرك الإنسان منذ بدء الخليقة لاستكشاف ما يحيط به، بحثًا عن طعامه تارة، وأرض تأويه تارة أخرى، بحثًا عن طريقة يدافع بها عن نفسه، ثم بحثًا عن وسائل تسهل له العيش، وتطور العلم بتطور الأسئلة، فخلف كل اختراع جديد، وكل اكتشاف جديد سؤال، ولولا سؤال حقيقي من عالم أو محب للعلم ما وصلت البشرية إلى هذا الكم الهائل من التقدم العلمي.
ورغم كثافة المعلومات والصور والبيانات ومصادر التعلم المفتوحة في عصرنا الحالي، إلا أن رغبة الإنسان في التعلم قد ضمرت وأصبح التعلم من أجل القبول الاجتماعي، أو الحصول على الشهادات والدرجات العالية، وخفتت جذوة التساؤل والفضول الفطري، وأكثر فئة تأثرت بذلك هم الأطفال وخاصة طلاب المدارس الذين تعرضوا لمناهج واختبارات وضغوط تسببت في أن يصبح التعليم بالنسبة للطفل أمر مفروض عليه، لا يشعر بمتعته، مما أثر على مهارات القراءة والكتابة، والثقة بالنفس، ومهارات البحث والاستكشاف والتحصيل العلمي بشكل عام.