قصص الأطفال الموسم الأول

حتى لا تنطفئ الشمس

By June 21, 2021 No Comments

مايا البلتاجي

السن: 16 سنة

تصميم: مايا البلتاجي

أنا العالمة اسيل، كدت أن أفقد حياتي في محاولة لإنقاذ العالم وحدث كل شيء بسبب سؤال، فالسؤال يمكن أن يجعلك تصل الى أشياء ليس لها حدود ويتشكل السؤال في عقلك عندما تبدأ بمراقبة ما حولك وتتساءل لماذا وكيف حدث هذا وهكذا بدأت قصتي.

أنا كنت أعيش في القرن الثاني وعشرين، وفي تلك الفترة من الزمن كان الكوكب ينهار فكان الطقس غريب والجو دائماً حار وكان هناك دائماً امطار حمضية وفيضانات وحرائق وكل هذا بسبب مشكلة الاحتباس الحراري. أيقن البشر انها نهاية العالم ولم يكن بأيديهم شيء ليفعلوه لهذا تعايشوا مع الأمر وانتظروا هذا اليوم الموعود في رعب. كنت اعمل بشركة اختراعاتها معروفة حول العالم ولكني تركت عملي لأن العلماء هناك اصيبوا بالجنون فبدلاً من أن يحاولوا أن ينقذوا الكوكب بدأوا بعمل أبحاث وصناعة آلات جعلت الوضع أسوأ من أجل الشهرة والمال.

بسبب المشاكل التي كان يمر بها العالم دار في ذهني سؤال “ماذا سيحدث إذا انطفأت الشمس” لأنني كنت اعتقد أن انطفاء الشمس يمكن أن يحل مشكلة الاحتباس الحراري، فقضيت شهور في معملي ابحث في الكتب والأنترنت حتى توصلت الى أن هذا الأمر ممكن أن يحدث لكن لم أستطيع ان أجد الأثار الجانبية. وأنا ابحث وجدت أن حدث هذا الأمر في الفترة بين 1645 و1715 ولكن الشمس لم تنطفأ بل فقط حدث شيئا يسمي الحد الأدنى للدورة الشمسية وتحدث هذه الظاهرة بسبب حرق الوقود العضوي وانفجار البراكين حيث تقل البقع الشمسية مما يؤدي الي انخفاض درجة الحرارة بشكل غير طبيعي، فبدأت اقرأ أكثر وادون جميع المعلومات وأرتب افكاري عن طريق عمل خرائط ذهنية.

ثم تذكرت آلة الزمن التي اخترعتها منذ زمن ولم تنجح فسهرت ليالي كثيرة حتى جعلتها تعمل وتركت جميع تدويناتي في المعمل وقررت أن اخوض الرحلة بنفسي لأكتشف ماذا حدث بالفعل لأن ليس هناك مصدر أفضل من خوض التجربة بنفسك لإجاد الإجابة. دخلت آلة الزمن واخترت الفترة التي حدثت فيها هذه الظاهرة وبدأت الة تهتز بعنف وفجأة انطفأت الانوار ولم اشعر بأي شيء ثم استيقظت وجدت نفسي في مكان ملئ بالجليد والضوء فيه ضعيف كأنه وقت الغروب فبدأت في التجول في المكان لأستكشفه.

وأنا اتجول رأيت اسوار عالية وقصر كبير من بعيد فقررت ان اذهب إلى هذه المملكة لأني كنت اشعر أنني اتجمد من البرد. بدأت بالمشي في البرد القارص وطوال الطريق أرى نباتات ميته وحيوانات متجمدة وبعد السير لمدة طويلة وصلت الي بوابة المملكة وبدأ الحراس ينظرون لي بطريقة عجيبة ثم جاء أحد الأشخاص يركد تجاهي وهو يقول “لقد وصلت، لقد وصلت لن نجوع بعد الآن” وبدأ الناس يهتفون ووجهوني الى القلعة وأخذوني إلى الغرفة التي يجلس فيها الحاكم فقال لي وهو يبتسم “لقد وصلتي اخيراً، أتوسل اليكِ أنقذينا، شعبي يموت من الجوع والعطش لم يعد لدينا ماء، كله تجمد والنباتات كذلك “.

عندما قال لي الحاكم هذه الكلمات لم افهم شيء لكن بعد ذلك شرح لي الحاكم أن الشمس لم تعد تشرق والحرارة أصبحت منخفضة مما ادي الي سقوط الجليد وتجمد المياه والنباتات وموت بعض الحيوانات وأصبح اغلب العالم يعيش في مجاعة وقال لهم أحد الدجالين أن سيأتي شخص من عالم آخر وسيستطيع ان ينير الشمس مرة أخرى. انا كنت استمع لهذه الكلمات في اندهاش فأنا توقعت أن هذا يمكن أن يحل المشكلة التي يواجها العالم في زمني ولكنِ كنت مخطئة.

وانا أفكر تذكرت آلة الزمن فقلت للحاكم أن يمكن أن احاول أن اساعدهم إذا استطاعوا أن يجدوا آلة الزمن وبالفعل امر الحاكم الحراس بالبحث عن آلة الزمن وبعد مرور ساعات استطاعوا أن يجدوها لكنها كانت معطلة، قضيت ساعات أحاول أصلحها بمفردي لكني فشلت، بعدها عرض بعض المهندسين من المملكة أن يساعدوني وبالفعل استطعنا أصلحها. بدأت في استخدام المعدات الموجودة في الآلة لاكتشاف سبب المشاكل مثل مرض الناس بدون سبب فاكتشفت أن هناك نسبة عالية من الاشعاع بسبب صغر المجال المغناطيسي للشمس وبعد أن حاولت مساعدتهم، اسرعت الى آلة الزمن وعدت الى القرن الثاني والعشرين مرة آخري.

عندما عدت الى منزلي وجدت أن أحدًا قام بتخريبه ولم أجد تدويناتي وابحاثي. في هذه اللحظة شعرت أن حياتي تدمرت ولكن والدموع تملأ عيناي رأيت شيئاً يلمع على الأرض وعندما اقتربت تعرفت على هذا الشيء، فكانت الشارة التي يضعها العاملين في الشركة التي كنت اعمل فيها سابقاً التي تسببت في دمار العالم ولكن بمجرد أن لمستها شعرت بصعقة وفقدت الوعي. استيقظت وجدت نفسي في معملي مقيدة وامامي أكثر شخص أكرهه في هذا العالم، البروفيسور ادم مدير الشركة التي كنت اعمل بها وأخبرني أن هذه الشارة كانت فخ وقال” نحن نعلم انكِ توصلتِ لحل لمشكلة الاحتباس الحراري فنحن نراقبك منذ أن تركتي الشركة ونحن نعرف عن جميع ابحاثك وعندما دخلتي الة الزمن فقدتِ الوعي لأننا عطلناها وانتِ ظللتِ محبوسة بين الأزمنة لمدة ثلاث سنوات حتى انتهينا من بناء ما نحتاج بناؤه ونحن مستعدون الآن بجميع الاجهزة التي ستساعدنا على فعل هذا وسندخل التاريخ من أوسع ابوابه”.

حاولت أن اشرح له انهم يرتكبون خطأ كبير لأن هذا سيؤدي الى نهاية العالم فقام بأطلاق رصاصة من مسدسه في الهواء كتهديد لأصمت وتركوني لمدة بضع ساعات ثم قام احد  رجاله بفك قيدي وقال لي البروفيسور “تعالي معي لتشاهدي اختراعي العظيم الذي سينقذ العالم لأن بعدها لن تري أي شيء آخر فأنا سأمحيكِ من على وجه الأرض” واخرج جهاز التحكم الخاص بالاختراع وفي اللحظة التي كان سيضغط فيها على الزر دخلت الشرطة وحاصرت المكان لأن احد جيراني قام بالاتصال بهم عندما سمع صوت اطلاق النار فأخبرت الشرطة بكل شيء وقاموا بالقبض عليهم جميعاً.

بعد كل ما حدث لم استسلم بل بدأت أن ابحث مرة أخرى وعلمت أن حتى إذا انطفأت الشمس لمدة قرون فالأشياء التي فعلها الإنسان اقوى ست مرات من انطفاء الشمس للقضاء على الاحتباس الحراري ولكني توصلت لحل آخر وهو سحب الغازات التي تؤدي الى حدوث الاحتباس الحراري من الجو وعملت سنوات على الجهاز الذي سيمكننا من فعل ذلك.

تعلمت من هذه الرحلة أهمية التساؤل والبحث والتعاون والمثابرة وتعلمت معلومات جديدة واكتسبت مهارات ستفيدني في حياتي بشكل عام وأتمنى أن اتعلم المزيد عن كوكبنا حتى اكتشف اكتشافات جديدة. بالتأكيد انت تتساءل هل نجح اختراعي وأين أنا الآن ولماذا أتكلم بصيغة الماضي وكيف احدثك من المستقبل والإجابة هي أنا سأترك لك هذه الأسئلة حتى تبحث لتجد الإجابة، فالسؤال بالنسبة للعقل البشري هو تحفيز لعملية التفكير مما يجعل عقلك أكثر نشاطاً وأكثر ذكاءً لذلك يجب أن تستخدم القوة العظيمة للتساؤل، وأن تطرح الكثير من الأسئلة لينطلق عقلك باحثاً عن الإجابات والحلول.