قصص الأطفال الموسم الأول

يوميات رحالة في بحر المعرفة

By June 26, 2021 No Comments

رقية ايمن يونس

اليوم عند زيارتي لجدتي لاحظت شيئاً أثار فضولي، رأيت جدتي تأخذ العديد من الأدوية فسألتها قائلة: لماذا يا جدتي تأخذين العديد من الأدوية؟

فأجابتني قائلة: لأني اعاني من العديد من الأمراض .وعند عودتي للمنزل دارت في ذهني العديد من الأسئلة: كيف تعالج الأدوية الأماكن المصابة بالمرض فقط ولا تعالج بقية أعضاء الجسم؟لماذا إذا اّلمتني معدتي أخد دواء معيناً فأشعر بتحسن؟ هل تتكون الأدوية كلها من نفس المكونات؟ومما تتكون؟لماذا لبعض الأدوية أضرار جانبية؟لماذا لا نعالج انفسنا بما خلق الله فقط ولا نستخدم المواد الكيميائية؟كيف اخترعت الأدوية؟كل هذه الأسئلة دارت في ذهني لكني لم اعرف لها إجابة بعد.

وبعد عدة أيام اخبرتني أمي أنه توجد رحلة تسمي رحلة تساؤل يمكن أن تساعدني علي إجابة أسئلتي،فشعرت بسعادة غامرة لأن الرحلة سوف تساعدني علي إجابة أسئلتي المحيرة،وعلي الفوراسرعت بدخول الرحلة.

يا مذكراتي الحبيبة،انا في غاية السعادة اليوم فلقد اتصلت بي أستاذة من مجلة نور تعلمني بقبولهم لي في رحلة تساؤل وعلي الفور اشتركت مع مجموعة مميزة من الفتيات وبدأنا التعارف،والإتفاق علي ميعاد تقابلنا علي برنامج زوم (Zoom)،وها أنا سوف ابدأ رحلتي بكل حماس غداً بإذن الله.

سوف احكي لك يا مذكراتي عن مغامراتي في رحلة تساؤل، فلقد كان هذا الأسبوع حافلاً بالمعلومات القيمة ،وأول ما تعلمت هو أن للسؤال نوعان إما أن يكون سؤالاً مفتوحاً أو يكون سؤالاً مغلقاً.

 

  • السؤال المفتوح: هو السؤال الذي يبدأ بـ (ماذا- ماذا لو- لماذا- كيف)وهذا السؤال تكون إجابته غير محددة، مثال: كيف نعرف عدد دقات القلب ولماذا تختلف عندما نمارس الرياضة ؟
  • السؤال المغلق: هو السؤال الذي يبدأ بـ (أين- متي – هل- من- كم)وهذا السؤال تكون إجابته محددة ،مثال:كم عدد دقات القلب؟

 

وبعد ذلك تعلمت أنه كي ابحث عن إجابة لأي سؤال ،يمكننى أن استعين بسحابة الكلمات ،وهي أن استخرج كلمات من موضوع السؤال لتسهيل البحث عن إجابته، ويمكنني استخدام الخريطة الذهنية المكونة من السؤال الأساسي والأسئلة المتعلقة به أو السؤال و إجاباته، غداً سوف نتقابل علي برنامج زوم، وتتحدث كل منا عن ما تحبه، وسوف اتحدث عن اللغة الألمانية.

اليوم تحدثت مع استاذة نوران وعائشة عن اللغة الألمانية وتحدثت عائشة عن التصميم الجرافيكى وقد استمتعت كثيراً، غدا ًأمامي يوم حافل فسوف ابحث في مصادر المعرفة عن إجابات لأسئلتي.

اليوم ابحرت بسفينتي في بحر المعرفة والمصادر المتعددة،وبدأت بالبحث في “موسوعة وكييبيديا”،و”YouTube”،وبعض المجلات العلمية،وتوصلت لبعض المعلومات وهي  أن للدواء رحلة طويلة داخل الجسم حيث أنه يمر بكل أعضاء الجسم، ولكن بترتيب معين وهذا الترتيب تتبعه كل الأدوية: يبدأ قرص الدواء بالذوبان داخل المعدة ثم يمر الدواء المذاب داخل الأمعاء الدقيقة ثم يمر خلال الأمعاء إلي شبكة الأوعية الدموية وهذه الأوعية الدموية تصب في الأوردة التي تنقل الدم وبداخله الدواء إلي الكبد الذي ينقي الدم وبالطبع هناك بعض من اجزاء الدواء لا يمكنها عبور الكبد وأثناء ذلك تحاول الانزيمات أن تتفاعل مع الدواء كي تزيل مفعوله، ولآن معظم جزيئات الدواء مرت بسلام من خلال الكبد وتصل إلي الدورة الدموية وبهذا يصل الدواء لكل أعضاء الجسم وخلال هذه الحلقة تلتصق وتتفاعل مع الأجزاء المعينة المصابة بالمرض، ثم يبدأ الجسم بالتخلص من باقى الدواء فينقل الدم الدواء إلي الكبد مرة أخري ومن الكبد إلي الكليتين اللتان تنقيان الدم من الدواء والسموم ثم تتخلص منهم عن طريق البول، وبهذا تنتهي رحلة الدواء داخل الجسم.

ولكن يختلف تأثير الدواء طبقاً لعوامل معينة وهي كمية الدواء، صحة،وسن،ونوع،وجنس المتناول للدواء، وكيفية دخول الدواء إلي الجسم ،لكن أهم  شئ هو أخذ جرعة الدواء المناسبة عن طريق إستشارة الطبيب.

وكما توقعت ليست كل الأدوية تصنع من نفس المواد يمكن أن تكون هناك مكونات مشتركة بين بعض الأدوية لكن لا يتكونون من نفس المكونات، ويمكن تصنيع الدواء باستخدام النباتات أو الحيوانات ،ولكن كيف يعرف العلماء أن هذا النبات أو أن هذه المادة يمكنها معالجة هذ المرض؟ يعرفون هذا عن طريق التجربة علي الحيوانات أو ملاحظة تأثر الإنسان أو الحيوان بهذه المادة، فمثلاً سكان الاسكا يتمتعون بعمر طويل وصحة جيدة ولا يصابون بأمراض الشرايين من تصلب وغيره، فأراد العلماء أن يعرفوا سر هذه الصحة وهذا العمر الطويل، فاكتشفوا أن السر بالغذاء فسكان الاسكا غذائهم الأساسي هو الأسماك،السر في مادة الأوميجا3 المتواجدة داخل الأسماك،ومن هنا بدأنا نستخدمها كمضاد للإلتهابات وكمنشط للجهاز المناعي وللمساهمة في الحد من تصلب الشرايين،لقد بقي أمامي سؤال واحد ،سوف أبحث عنه غداً بإذن الله.

اليوم انتهيت من الإجابة علي أخر أسئلتي(لماذا للأدوية أعراض جانبية؟)، والإجابة هىَ أن لمعظم الأدوية أعراض جانبية ولكن معظم متعاطي الأدوية لا يعانون من أعراض جانبية لكن القليلون هم من يعانون منها، وهذا يحدث لأسباب متعددة منها البيئة المتواجد بها هذا الشخص،وصحته،والأمراض التي يعاني منها، وتختلف درجة التأثر بالأعراض الجانبية من شخص لأخر نتيجة التفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل الجسم المصاب، وأثناء بحثي عن إجابة لتساؤلاتي، اكتشفت أن لعلم الأدوية تاريخ عريق،وانه ليس علماً حديثا كما كنت اعتقد فلقد برع المسلمون فيه ،فمثلاً العالم أبو الريحان محمد الملقب بـ”البيروني” ،حقق إنجازات عظيمة في علم الأدوية من أهمها هي موسوعة دوائية شاملة دعاها باسم (كتاب الصيدلة في الطب)، قام فيها بوصف جميع الأدوية التي كانت معروفة في ذلك الوقت، وقام بترجمة مرادفات أسماء هذه الأدوية إلي لغات مختلفة.

ها أنا يا مذكراتي في أخر أسبوع من رحلة تساؤل وقد اجبت علي جميع أسئلتي؛ ولهذا سوف انتقل للمرحلة القادمة وهي أن احلل وانظم أفكاري، وسوف استعين بمساعدين:

المعلومات التي وصلت إليها

(What I already Know)

المعلومات التي أريد الوصول إليها

(What I Want to know)

ما تعلمته

(What I have Learned)

…………. …………. ………….

مخطط KWL ، الذي يساعدني في تقيم ماتعلمته وما احتاج لتعلمه.

 

أما مربع تنظيم الافكار، يساعدني في معرفة المعلومات المتعلقة وغير المتعلقة ببحثي.

ما تعلمته وهو هام ومتعلق ما أريد أن اتعلمه وهو هام وغير مرتبط
ما تعلمته وهو غير هام، لكن متعلق ما تعلمته ،لكن ليس هاماً أو متعلقاً

اليوم طلبت مني الأستاذة نوران ان اصنع”الكولاج”فسألتها متعجبة ما هذا الشئ؟ فأخبرتني ان”الكولاج”هو فن التجميل أي تجميل الأشياء التي أحبها،واتفقنا أنا وزميلاتى علي أن تزين كل منا دفتر التدوين الخاص بها بشرط أن يكون التزيين متعلقاً بالسؤال الذي طرحناه كي نتذكر هذه الرحلة الجميلة، وها هو الكولاج الخاص بى.

 

هل تعلمين يامذكراتي كم انا سعيدة؛ لأنني انضممت إلي هذه الرحلة الجميلة، فلقد استفدت منها كثيراً، فقد تحسنت مهاراتي في الكتابة،وتحسنت علاقاتي الإجتماعية، وأفضل شئ هو قضاء وقت فراغي فيما يفيدني، وانني تعلمت كيف ابحث عن إجابة لأي سؤال يخطر في ذهني، وفي بداية مذكراتى ولا اقول نهاية؛ لأننى سوف أقوم برحلات أخري كثيرة بإذن الله.