سُليمان مصطفى
المقدمة
في يوم من الأيام كنت أجلس على الأريكة، كنت أشاهد مسلسلا من القرن التاسع عشر، يحكي عن رعاة البقر، كانوا يحاربون بعضهم بالبنادق والمسدسات، وكانت نتيجة الإصابة في أغلب الأوقات قاتلة. فتساءلت أين اخترعت البنادق؟ كيف اخترعت؟ متى اكتشفت؟ هل صنعت للحرب؟ ومن اكتشف البارود؟! ثم قلت: لمَ أتعب نفسي بالبحث عن كل هذه الأسئلة؟! فغيرت المسلسل كي لا أشغل بالي بهذا السؤال، ولكن القناة أيضاً كانت تعرض فيلماً وثائقياً عن البنادق فغيرت القناة بسرعة، وإذا بفيلمٍ عن الصينيين وهم يحاربون المغول بالقنابل التي أُشعلت باستخدام البارود، فغيرت القناة فوجدتها عن الصينيين وهم يكتشفون البارود! فقلت في نفسي: هناك أمر ما! التلفاز يريدني أن أتعلم شيئاً ما عن الصينيين. كنت سأغلق التلفاز، لكن شيئاً ما سحبني باتجاه التلفاز. حاولت جاهداً أن أهرب ولكن بدون جدوى.. دخلت التلفاز!!!
الفصل الأول
اكتشاف البارود
وجدت نفسي في الصين! كنت خائفا جدا وأردت العودة إلى البيت، لكن التلفاز لم يعد موجودا ليعيدني. كان جميع الصينيين متعجبين من شكلي ومظهري. هدأت نفسي وقلت: ربما يكون هذا حلما! فركت عيناي لكن لم يحدث شيء. فقلت: سأتوكل على الله وأحاول أن أتصرف بطريقة عادية. بعد قليل وجدت بعض العلماء يحاولون أن ينتجوا ترياقا من شأنه أن يمنح من يشربه حياة أبدية، بدمج نترات البوتاسيوم والسلفات والفحم النباتي. فشاهدت العملية عن قرب، وعندما وجدت بعض التفاعلات الكيميائية تذكرت درس العلوم الذي درسته؛ وأن خلط نترات البوتاسيوم “ملح حجري” والسلفات والفحم النباتي وحرقهم يحدث انفجارا! حاولت أن أحذرهم لكنهم لم يفهموا لغتي، ففعلوا ما كانوا سيفعلون. فهربت أنا وشاهدت من بعيد. حدث انفجار كبير، كان لونه أحمر وأصفر. كان الجميع ينظر إلى الانفجار بخوف شديد. كنت خائفا ومرتعبًا..
الفصل الثاني
ألعاب نارية
بعد حادثة الانفجار ببعض الوقت، خطرت لهم فكرة، فقالوا لم لا نصنع شيئا يبهر الناس ويخيف الأرواح الشريرة في الحفلات؟! قال له أصدقاؤه: “فكرة جميلة ولكن كيف؟” قال لهم: “باستخدام البارود وبعض الألوان”. ردوا وقالوا: “إذا هيا إلى العمل”. بعد بضعة أيام، حان وقت التجربة!!!
ذهبوا إلى ساحة مفتوحة، ووضعوا الألعاب النارية على الأرض، أشعلوها وابتعدوا قليلا وبعد ثوان… تفاعل البارود وانفجر انفجارا صغيرا، طار شيء ما إلى السماء، وفرقعت الألوان في السماء. بانج بونج بينج، طاخ طوخ طيخ!! انبهر جميع الناس والأطفال وحتى كبار السن. بعد ذلك أصبحت الألعاب النارية تستعمل في جميع الحفلات الصينية.
اخترع هذا الاختراع الجميل في القرن العاشر، وهو من أجمل الاختراعات جمالًا في التاريخ. لم أكن أعرف أن الألعاب النارية قديمة إلى هذه الدرجة. بعد قليل سمعت الناس يصرخون ويهربون من الباب الخلفي للمدينة.
الفصل الثالث
أسلحة جديدة
نظرت إلى الباب الأمامي للمدينة، فوجدت جيشًا كبيرًا من المغول يتقدم. لحسن الحظ، كنت أتدرب على الفروسية. فركبت حصانًا وهربت أنا أيضا إلى حصن قريب. وعندما اقترب الجيش من الحصن، بدأ الجنود الصينيين بالتجهز للمعركة. وجدت أن هناك سلاحًا غريبا يضعون البارود بداخله. كان عبارة عن رمح ملصق به قطعة من الخيزران “نبات البامبو”، مقفلة من الأسفل، ويوضع به بعض البارود. وقت المعركة يشعل البارود، فيخرج من الخيزران لهب يبقى مشعلًا لمدة خمس دقائق كاملة، فيحرق الأعداء ويؤذيهم لأنه أيضا رمح في نفس الوقت.
تخيلت هذا كأول قاذف لهب في العالم، ووجدتهم يستعملون شيئا يشبه القنبلة. كانت علبة صغيرة بداخلها بعض البارود، ويخرج من العلبة خيط صغير يُشعل وقت المعركة وعندما تصل الشعلة إلى داخل العلبة يحرق البارود، وعندما يحرق البارود تخرج منه بعض الغازات داخل العلبة، وهذه الغازات تريد أن تخرج من العلبة، فيزيد الضغط داخل العلبة فتنفجر العلبة في الأعداء.
الفصل الرابع
إنتشار البارود
لكن الأسلحة الجديدة لم تؤثر جدًا على المغول. فظهر التلفاز فجأة وأخذني إلى النمسا بعد ما وقعت آخر مدينة صينية تحت سيطرة المغول. جلست قليلا أفكر: ماذا إن بقيت في الصين هل كنت سأموت أم… وقبل أن أكمل الجملة وجدت مغوليًا يحرس بيتًا ما؟! ونظرت باتجاه آخر فوجدت مغوليين يتمشون في شوارع المدينة والأعلام المغولية في كل مكان!! ثم اكتشفت أن النمسا بعضها ملك المغول. ووجدت القنابل نفسها التي رأيتها في الصين هنا أيضًا!! فعرفت أن المغول نشروا البارود في الأماكن التي استعمروها كلها!!
ثم قلت لنفسي: إذا هكذا انتشر البارود إلى العالم. المغول نشروه إلى العرب والأوروبيين. وبدأ الأوروبيون والعرب بعد انتهاء الإمبراطورية المغولية بتصنيع الأسلحة والمدافع!!!
الفصل الخامس والأخير
تطور الأسلحة
بعد إنتقال البارود إلى العرب والأوروبيين، اخترعت الكثير من الأسلحة مثل المدافع، وصنع مدفع إسمه المدفع السلطاني الذي إستعمل في فتح القسطنطينية، واخترع في عهد السلطان محمد الفاتح وقت الدولة العثمانية. وصنع المسلمون مدافع كثيرة وصنع الأوروبيين معظم البنادق. ثم ظهر التلفاز فقلت له: لقد تعلمت الكثير شكرا على أخذي في هذه الرحلة الممتعة ثم أخذني التلفاز إلى البيت!!!