قصص الأطفال الموسم الأول

أنا و أحلامى

By June 22, 2021 No Comments

محمد أحمد جلال

السن: 9 سنوات

مرحبا, اسمي محمد و أنا الآن في التاسعة من عمري.

بدأ الأمر منذ بضع سنوات حيث كنت استيقظ من النوم خائفا فزعا لا أعلم ما إذا كان ما رأيته حقيقة أم خيالا ثم أنظر لجسدى و المكان من حولى فأجدنى مستلقى سالما على سريري في غرفتى و كل شيء من حولى يبدو طبيعيا.

عندما تكرر الأمر أخبرت أمي بذلك فقالت إنها تسمى الكوابيس و أنها من الشيطان و أن أستعذ بالله منه.

ثم ذات يوم و أنا بالمكتبة مع أسرتي وجدت قصة اسمها حمزة و الحلم المفزع فقد كان حمزة في مثل عمري و يحلم بأحلام مفزعة هو اللآخر حتى علمه جده أن يتوضأ قبل نومه و أن ينفض سريره ثلاثا و هو يستعيذ ثم ينام على شقه الأيمن و يقرأ المعوذتين و الاخلاص ثلاثا في كفه و يمسح ما استطاع من جسده ثم يدعو ” باسمك اللهم أموت و أحيا” و ينام مطمئنا بالله تعالى .

أتذكر أنى فعلت ذلك حينها و لم تكن تأتيني الكوابيس كثيرا لكني نسيت ذلك فيما بعد .

لكنى ما زلت أتساءل دائما ما هى الكوابيس؟ و لماذا هي مرعبة؟ و كيف تحدث ؟ و كيف اتخلص منها؟ .

منذ شهر التحقت برحلة تساؤل والتى تهدف إلى التعلم عن طريق التفكر فيما حولنا و طرح الأسئلة عن كل شيء و البحث عن إجابات لها.

التقيت بأصدقاء جدد و معلمة جديدة حيث نعمل في مجموعات و نتساءل معا عن أسئلة الجميع و التى كانت جميعها مثيرة حقا  و سألتني معلمتي عن أكثر ما أتساءل عنه فأجبت ” كيف نتحكم في الأحلام؟”

و كنت أبحث عن الإجابة مع أصدقائي و علمتني معلمتي طريقة تساعدني في إيجاد أجوبتى و هى الخريطة الذهنية.

في الخريطة الذهنية نبحث عن كلمات لها صلة بسؤالنا الأساسي و من هذه الكلمات تتكون أسئلة أخرى نصل بإجاباتها لفهم أكبر و أشمل للسؤال.

و في سؤالي عن الكوابيس توسعت أسئلتي لما هي الأحلام بالأساس و كيف تحدث و لماذا تكون أحيانا سعيدة و في أحيان أخرى كوابيس مخيفة و أيضا هل من الممكن التحكم فيها و جعلها أحلام سعيدة فقط؟

الآن جمعت أفكاري و حددت ما الذي سأبحث عنه وسأبدأ رحلتي للبحث عبر الانترنت. .حقا لم يكن البحث سهلا  فالأحلام موضع تساؤل الكثيرين منذ القدم و توجد الكثير من النظريات عنها لكن حاولت تجميع ما فهمته فيما سيأتى.

أما عن الأحلام فهي سلسلة من التخيلات التي يحدثها الدماغ  أثناء النوم و التي قد تكون أحداث غير منطقية أو غير مترابطة إذا تذكرتها عندما تستيقظ.

و قد قال العلماء أنها تحدث في أحد مراحل النوم العميقة و تسمى مرحلة حركة العين السريعة حيث يكون الدماغ نشط جدا بينما العضلات مسترخية تماما .

وقد اختلف العلماء  في تفسير سبب الأحلام فمنهم من قال أن الأحلام وسيلة يقوم بها الدماغ لتحقيق رغبات لا يستطيع الأنسان تحقيقها في الواقع و قال آخر أنها تحدث نتيجة مواقف معينة تؤثر في نفسية الشخص أو أنها تكون امتدادا لأفكار مسيطرة على تفكير الانسان .

أما في ديننا فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ” (الرُّؤْيَا ثَلاثٌ : فَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ ، وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَقُصَّ إِنْ شَاءَ وَإِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ يُصَلِّي).

وقد علمنا سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم أن من رأى حلما مفزعا فلا يحكى لأحد و يستعذ بالله من الشيطان الرجيم و ليصلي او ينام على جنبه الآخر .

و أخيرا وجدت إجابة سؤالى و تعلمت مهارات جديدة لكن الرحلة لم تنتهى فإلى اللقاء في رحلة أخرى.